« تستعين الفلسفة بما حققته العلوم
من نتائج وما اكتسبته من خبرة في استعمال تقنيات التحليل ومن طرق متطورة في بناء
المعرفة الصحيحة. وتجعل الفلسفة من كل ذلك مادتها الأولية في بناء مفاهيم جديدة
أكثر تجريدا وتعميما من مستوى التعميمات والتجريدات العلمية. وبهذا النشاط تعيد
الفلسفة بناء وحدة المعرفة التي تجزأت بعد ظهور وتطور العلوم المتخصصة أو الجزئية.
وتستطيع بذلك أن تقدم إجابات على الأسئلة الكبرى التقليدية حول معنى الوجود والعدم
والمادة... إلخ. ولكن ليس عن طريق التأمل الفلسفي التقليدي الذي فصلها عن العلوم
وأدى إلى الاعتقاد بوجود وسائل عقلية وطرق لاكتساب معارف منافسة للمعرفة العلمية.
كما تستطيع الفلسفة عن طريق تركيب المفاهيم التي توصلت إلى بنائها من خلال تعاونها
مع العلوم، أن تقدم لها بعض القضايا التي تستخدمها كفروض تخضعها للتحقق».
أحمد موساوي- مدخل جديد إلى المنطق
المعاصر