« ففي أي مجتمع تتفاوت فيه حظوظ الناس قوة وضعفا، غنى وفقرا، صحة
ومرضا، علما وجهلا، حيث لا يكون ثمة تساوٍ بين الناس إما بحكم القانون أو بحكم
الواقع، فإن هذا المجتمع لا يمكن إلا أن يغص بكل أنواع الشرور والمساوئ والمفاسد
والمظالم.في مثل هذا المجتمع لن
تجد إلا قويا ينهب أو يغتصب، ونفوس تجيش بالحقد وتغلي بالتذمر والثورة، أو تعيش
محطمة في مهاوي اليأس لا تكاد ترقى إلى مرتبة الحيوان. وفي هذه المجتمعات التي يسودها
التفاوت تنتشر الجريمة، يزدهر العنف، ولا يكاد الناس يتعاملون إلا سبا وقذفا، ولا
يتحادثون إلا صياحا (...)فالتساوي في القدرة -
وليس التفاوت – هو مصدر كل خير ونعيم في الدنيا». أحمد حسين – الطاقة الإنسانية